l
الحمد لله حمدًا يوافي نعمه ويكافئ مزيد فضله وإحسانه، وأصلي وأسلم على من بُعث رحمة للعالمين، محمد الهادي الأمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فبأريج الزهر نلتقي، وعلى هذه الروضة الغنَّاء من مجاني الأدب والفن نرتقي، أفتح هذا الفضاء لك عزيزي الزائر، فضاء محبة وإخاء وتبادل علمي أدبي أرجوه مثمرا، شعارنا فيه قول موسى عليه السلام للذي آتاه الله علما: (هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا﴾ (الكهف، 66).
فإن وجدت في هذه الخميلة ما يروق بصرك، ويشد ذهنك ولباب قلبك، فاعلم بأن الخير والجمال فيك أصلا قبل أن يكون في ما عداك، وإن وجدت غير ذلك، فاعلم أن المدونة منك إليك ... فالروضُ روضُك مفاتيحُه بيدك، فحوِّل أواني الزهر في أرجائه، وزين زواياه بملاحظتك وتعليقك، حتى يغدو متنـزها تلجأ إليه، ومستظلا تتفيأ فيه أريج الزهر وشذو الطيـر...
نعم عزيزي الزائر، طالبا كنت أم أستاذا أم غير ذلك... وضعت هذا الفضاء بين يديك مفتوحا للتواصل، محاولا إفادتك والإصغاء إليك، ومجيبا بما علمني الله ومكنِّي فيه، وأستفيد في الآن نفسه منك أيضا بما علمك الله ومكَّنك فيه... فلا تبخل علي بذلك...
ولا أجد أجمل من قول الشاعر أبي ماضي في خاتمة هذه الأسطر:
إن الحياةَ حبتكَ كلَّ كنوزِها لا تبخلنَّ على الحـــياةِ ببعضِ مــا
أَحسِنْ وإن لم تُجزَ حتَّى بالثنا أيُّ الجزاء الغيثُ يبغي إن هـمى
من ذا يكـافئُ زهرةً فواحةً، أو من يثيـــبُ البلبــلَ الـمتـــــرنَّمَا
عدَّ الكرامَ المحسنـــينَ وقِسهُم بِهِــما تجد هذيـــن منهمُ أكــرَما
يا صاحِ خــذْْ علم المحــبَّة عنهُما إنِّي وجــدتُ الحبَّ علمًا قيِّمَا
لو لم تَفُحْ هــذي وهذَا ما شَــدَا، عاشتْ مذَمَّــمةً وعاش مُذَمَّما